أطلق المركز الوطني للمناهج في المملكة العربية السعودية تحديث موسع للمحتوى التعليمي للعام الدراسي 1447/1448هـ، حيث أدرج أربعة مقررات نوعية جديدة ضمن المناهج الدراسية بدء من هذا العام.
السعودية تستعد لتغيير جذري في المناهج الدراسية لجميع الصفوف
ويأتي ذلك ضمن توجه استراتيجي شامل يهدف إلى مواكبة تطورات العصر، وتعزيز جاهزية الطلاب لمتطلبات المستقبل،بما يتماشى مع أهداف رؤية السعودية 2030.
مقررات جديدة تعزز المهارات المستقبلية
اعتمدت الوزارة أربعة مواد جديدة ضمن برامج التعليم العام والاختياري في المرحلة الثانوية، وهي:
- الذكاء الاصطناعي: تم تطويره بالشراكة مع وزارة التعليم، ووزارة الاتصالات وتقنية المعلومات، والهيئة السعودية للبيانات والذكاء الاصطناعي، يقدم المنهج بأسلوب التعلم الذاتي ويتمحور حول تمكين الطلاب من فهم تقنيات الذكاء الاصطناعي الأساسية وتطوير حلول مبتكرة تعزز جاهزيتهم لمستقبل رقمي متسارع.
- الأمن السيبراني: وضع بالتعاون مع الهيئة الوطنية للأمن السيبراني، ويركز على رفع وعي الطلاب بأساسيات الحماية الرقمية لأنفسهم وأسرهم ومعلوماتهم، ليكونوا قادرين على التعامل مع تحديات العصر الرقمي.
- الإسعافات الأولية: بالتعاون مع هيئة الهلال الأحمر السعودي، يوفر المعرفة والمهارات للتعامل الفعال مع الحالات الطارئة مثل الجروح والحروق والكسور والنوبات القلبية، ويعزز مفاهيم السلامة والمسؤولية المجتمعية.
- السياحة والضيافة: طور بالشراكة مع وزارة السياحة ضمن المجال الاختياري لطلاب الثانوية، ويركز على تعزيز وعي الطلاب بمقومات السياحة السعودية، وتنمية مهارات التسويق السياحي وتنظيم الفعاليات ضمن إطار السياحة المستدامة.
يأتي هذا التحديث في سياق خطة تطوير شاملة تسعى إلى بناء نظام تعليمي حديث قادر على تلبية احتياجات الاقتصاد الوطني وسوق العمل المستقبلي، يهدف هذا التوجه إلى رفع قدرات الطلاب في التفكير النقدي، والابتكار، والمفاهيم التقنية، وتعزيز القيم الوطنية والإنسانية، ضمن بيئة تعليمية محفزة تشجع التعلم الذاتي والمشاركة الفاعلة.
وأكد المركز أنه أجرى هذا التطوير بالتعاون مع جهات حكومية متخصصة، ودمج أدوات تقنية في التعليم، واهتم بالمرحلة المبكرة من التعليم من خلال إصدار أدلة إرشادية للمراحل الأولى، وضمان وصول المحتوى التعليمي إلى المدارس بكفاءة.
انتقال التعليم من الكتب إلى التجربة المتكاملة
أشار الدكتور عبدالرحمن الرويلي، الرئيس التنفيذي للمركز الوطني للمناهج، إلى أن “المنهج لم يعد محصور في صفحات الكتاب المدرسي فقط، بل أصبح منظومة متكاملة تشمل كافة تجارب الطالب اليومية”، مؤكد أن التعليم الجديد يربط بين أنشطة الصف وأوقات الاستراحة، والاحتفالات، والمناسبات الوطنية.
كما تم توسيع برامج تعليم اللغات الأجنبية من خلال إدخال اللغة الصينية في الصف الثاني المتوسط، وتطوير اللغة الإنجليزية للصفين الخامس والسادس الابتدائي باستخدام أساليب تفاعلية، إلى جانب إعداد أدلة تعليم القرآن الكريم ودليل لمعلمي المرحلة المبكرة.
هذه التعديلات تعكس التزام المملكة بإعداد جيل مستعد لمجالات المستقبل الحيوية مثل الذكاء الاصطناعي والأمن الرقمي والسياحة والخدمات الصحية الأولى، وتؤدي إلى اكتساب الطلاب مهارات عملية ومتقدمة، بالإضافة إلى تعزيز انتمائهم الوطني، وتوفير فرص اقتصادية واقعية تسهم في دعم أهداف رؤية المملكة 2030.
يمثل إدراج هذه المواد استجابة مباشرة لاحتياجات سوق العمل السعودي، وتأكيد على أهمية تنويع اقتصاد المملكة عبر الاستثمار في رأس المال البشري، كما يعكس التوجه الوطني نحو تعليم عصري شامل يعزز مهارات التفكير والإبداع والتطبيق، ويضع الطلاب في قلب العملية التعليمية الفاعلة.
قائمة المصادر
- وكالة الأنباء السعودية (واس) – مستجدات المناهج الجديدة تشمل الذكاء الاصطناعي والأمن السيبراني والسياحة والضيافة وغيرها.