كشفت إحصائية صحية حديثة عن التوزيع الجغرافي لمرضى السكري في المملكة العربية السعودية، موضحة تفاوت الأعداد بين مختلف المناطق، مع تسجيل ارتفاعات لافتة في بعض المدن الكبرى مثل الدمام والرياض وجدة.
أعداد من يعانوني من السكري في السعودية حسب التوزيع الجغرافي
ويأتي ذلك في ظل جهود وطنية متواصلة للحد من انتشار المرض، وتعزيز الوعي الصحي بين المواطنين والمقيمين.
لديك 2 خبر جديد:
وبحسب البيانات التي تم الكشف عنها، فقد سجلت مدينة الدمام أعلى عدد من مرضى السكري في المملكة بعدد بلغ 22,334 حالة، تلتها الرياض بـ20,785 حالة، ثم جدة بـ18,912 مريض، في حين جاءت مكة المكرمة في المرتبة الرابعة بعدد 16,451 مصاب.
هذا الترتيب يعكس التركيبة السكانية الكثيفة لهذه المدن، ولكنه في الوقت نفسه يثير تساؤلات حول العوامل البيئية والغذائية وأنماط الحياة المؤثرة.
أبها ضمن قائمة المدن الأعلى رغم قلة السكان
من اللافت في الإحصائية أن مدينة أبها، والتي تعتبر من المدن متوسطة الكثافة السكانية، جاءت ضمن قائمة المدن العشر الأعلى في عدد المصابين بالسكري، مسجلة 10,432 حالة.
ويعد هذا الرقم مفاجئ بالنظر إلى عدد سكان المدينة مقارنة بالرياض أو جدة، ويرى مختصون أن هذه النتائج قد تعود إلى عوامل مثل قلة النشاط البدني، وزيادة معدلات السمنة، والعادات الغذائية غير الصحية التي تسود في بعض المجتمعات المحلية.
كما جاءت الخبر في المرتبة الخامسة بـ14,987 حالة، تلتها المدينة المنورة بـ13,654، ثم الهفوف بـ12,543، والأحساء بـ11,876، في حين احتلت بريدة المرتبة الأخيرة في القائمة بـ9,765 حالة.
أسباب صحية وسلوكية وراء انتشار المرض
يرى مختصو الصحة العامة أن السبب الرئيسي لانتشار مرض السكري في السعودية يعود إلى التحولات السريعة في نمط الحياة خلال العقود الماضية، والتي شهدت ارتفاعً في معدلات السمنة، وتراجع في مستويات النشاط البدني، إضافة إلى أنماط التغذية المعتمدة بشكل كبير على السكريات والنشويات.
ويؤكد الأطباء أن السكري من النوع الثاني هو الأكثر شيوع في المملكة، وهو مرض يمكن الوقاية منه أو تأخيره من خلال التغيير في نمط الحياة، مثل ممارسة الرياضة بانتظام، والحفاظ على وزن صحي، وتناول وجبات متوازنة، كما يشددون على أهمية الفحص المبكر والدوري لاكتشاف المرض في مراحله الأولى وتفادي مضاعفاته.
جهود حكومية لمكافحة السكري
تعمل الجهات الصحية في المملكة، ممثلة في وزارة الصحة، على تنفيذ خطط استراتيجية تهدف للحد من انتشار السكري، من خلال حملات توعوية وبرامج تثقيفية، وتوفير خدمات الفحص المبكر في المراكز الصحية، إضافة إلى دعم مبادرات المشي والرياضة المجتمعية في الأماكن العامة.
كما تعكف الوزارة على تعزيز الشراكات مع الجهات التعليمية والإعلامية لتوسيع نطاق التوعية، لا سيما في أوساط الفئات العمرية الشابة، بهدف بناء جيل واعي صحيا وأكثر قدرة على تجنب عوامل الخطر المرتبطة بالسكري.
دعوات لتكثيف التوعية المجتمعية
في ضوء الأرقام الواردة في الإحصائية، دعا متخصصون ومهتمون بالصحة العامة إلى تكثيف برامج التوعية المجتمعية، والتركيز على المناطق التي تشهد نسب إصابة مرتفعة، إضافة إلى دمج التثقيف الغذائي ضمن المناهج الدراسية، وتحفيز المجتمع على تبني أنماط صحية من خلال حملات إعلامية متكررة وفعالة.
واعتبر خبراء الصحة أن وجود مدن مثل أبها ضمن قائمة المدن الأعلى إصابة، رغم قلة السكان فيها مقارنة بغيرها، يمثل مؤشر مهم يجب أن يؤخذ بجدية لتحديد أسباب محلية قد تسهم في تفاقم انتشار المرض في بعض المناطق دون غيرها.
المصادر
وزارة الصحة السعودية – www.moh.gov.sa
صحيفة عكاظ – www.okaz.com.sa
قناة الإخبارية – www.ekhbariya.sa
الهيئة العامة للإحصاء – www.stats.gov.sa
اترك تعليقاً