في الأيام الأخيرة، انتشر على منصات التواصل الاجتماعي مقطع فيديو قصير قيل إنه يظهر لحظة وصول سرب من الطائرات الحربية المصرية إلى العاصمة القطرية الدوحة، وذلك قبيل انعقاد القمة العربية الإسلامية الطارئة.
الحقيقة الكاملة لمقطع فيديو سرب الطائرات الحربية المصرية وهي تحلق في سماء الدوحة
المقطع حصد تفاعلات كبيرة ومشاهدات تجاوزت عشرات الآلاف، لكنه في الحقيقة يحمل سياق مضلل ويعود إلى مناسبة أخرى بعيدة تمامًا عن قطر.
لديك 2 خبر جديد:
الادعاء المتداول
- المقطع جرى تداوله مرفقًا بتعليق يقول: “سرب من الصقور المصرية فوق سماء الدوحة.. لتأمين القمة العربية.”
- هذا الوصف أعطى انطباع بأن القوات الجوية المصرية أرسلت بالفعل تشكيلات عسكرية إلى قطر استعداد للقمة.
- العديد من الحسابات والصفحات أعادت نشر الفيديو معزز بهذا السرد المضلل، ما ضاعف من انتشاره بشكل سريع.
التحقق من المصدر الأصلي
بعد مراجعة دقيقة للمقطع، تبين ما يلي:
- الفيديو ليس حديثا، بل تم نشر نسخة منه في 29 سبتمبر/أيلول 2024 عبر منصة “تيك توك”.
- التعليق المرفق آنذاك مع الفيديو كان مختلفًا، حيث ورد فيه: “الطيران المجهول عاد إلى مصر بنجاح”.
- المقطع جرى وسمه جغرافيا على أنه صور في العاصمة الإدارية الجديدة في مصر، وليس في الدوحة.
تفاصيل المشهد في الفيديو
- يظهر في التسجيل الجوي سرب من 20 مقاتلة، مقسمة إلى أربع تشكيلات، كل تشكيل يضم خمس طائرات.
- اللقطة تعكس تنظيم استعراضي مميز، وهو ما يتوافق مع العروض الجوية العسكرية.
- لا توجد أي مؤشرات بصرية على أن المقطع صُوّر في قطر، بل العكس تماما، فالسياق والوسم الجغرافي يربطانه بالأجواء المصرية.
الربط بالعرض العسكري في مصر
بعد أيام قليلة من انتشار المقطع على تيك توك، وتحديدًا في 3 أكتوبر/تشرين الأول 2024، ظهر سرب مشابه جدا خلال عرض عسكري للقوات الجوية المصرية أقيم بمناسبة افتتاح الأكاديمية العسكرية المصرية في العاصمة الإدارية الجديدة.
- حضر العرض كل من الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي ورئيس دولة الإمارات الشيخ محمد بن زايد.
- الصور والفيديوهات الرسمية التي نشرت من تلك الفعالية أظهرت أسراب جوية مشابهة لما ظهر في المقطع محل الجدل.
ورغم أنه لا يمكن الجزم بشكل قاطع أن نفس السرب هو ذاته الذي ظهر في الفيديو المتداول، إلا أن التشابه الكبير، إلى جانب السياق الزمني والمكاني، يؤكد أن المشهد مرتبط بمصر وليس بقطر.
القمة العربية الإسلامية في قطر
تجدر الإشارة إلى أن القمة الطارئة المزمع انعقادها في العاصمة القطرية الدوحة تأتي في ظل ظروف سياسية وأمنية دقيقة، بعد هجوم إسرائيلي استهدف مقر تابع لحركة “حماس” في الدوحة، هذه الأحداث الحساسة جعلت أي أخبار أو مقاطع مرئية متعلقة بتحركات عسكرية مثار اهتمام واسع وتداول سريع، ما يفسر انتشار مثل هذا الفيديو المضلل.
أهمية التحقق من المحتوى الرقمي
القضية تفتح الباب للتأكيد على ضرورة التعامل بحذر مع كل ما ينشر على شبكات التواصل الاجتماعي، إذ أن المقاطع القديمة كثير ما تعاد صياغتها ونشرها في سياقات جديدة بهدف جذب الانتباه أو التأثير في الرأي العام، والتحقق من المصدر، والتدقيق في التفاصيل المرفقة، يظل خط الدفاع الأول في مواجهة المعلومات المضللة.

اترك تعليقاً