الوسم: يعرف ما لا يعرفه الملايين

  • هذا ما نعرفه عن رمثان الشمري الذي يعرف ما لا يعرفه الملايين من سكان السعودية واثار جنون اعداء المملكة

    هذا ما نعرفه عن رمثان الشمري الذي يعرف ما لا يعرفه الملايين من سكان السعودية واثار جنون اعداء المملكة

    في أقصى الشمال السعودي، حيث تتعانق الرمال الممتدة مع الحدود وتتشابك الكثبان مع طرق التهريب السرية، بزغ نجم رجل استثنائي اسمه رمثان الشمري.

    هذا ما نعرفه عن رمثان الشمري الذي يعرف ما لا يعرفه الملايين

    لم يكن مجرد فرد من أبناء البادية، بل كان قصاص أثر نادر الموهبة، يقرأ الأرض كصفحات كتاب مفتوح، ويحول صمت الصحراء إلى لغة لا يجيدها سواه.

    موهبة استثنائية في قراءة الأثر

    امتلك رمثان الشمري قدرة خارقة على تفسير العلامات التي لا يلحظها أحد، كان يميز آثار الأقدام، وعجلات المركبات، وحتى خطوات الدواب في مناطق شاسعة مثل النفود الكبير والدهناء والحماد، لم تكن الفراسة عنده مجرد غريزة، بل علم متكامل يتقنه بمهارة متوارثة وخبرة متعمقة، تسمح له بمعرفة اتجاه السير، توقيت المرور، وعدد الأفراد أو المركبات بمجرد نظرة خاطفة على الرمال أو حتى على الطرق المعبدة.

    ثقة الأجهزة الأمنية وذراعها في الصحراء

    هذه الملكة الفريدة جعلت الشمري شريك موثوق للأجهزة الأمنية في الداخل والخارج، خصوصا في القضايا المعقدة المرتبطة بالتهريب والاختفاء.

    فقد تحول إلى عين الأمن الساهرة على حدود المملكة الشمالية، وساهم بمهاراته في إحباط العديد من محاولات التهريب، وكشف خفايا لم يكن لأجهزة المراقبة الحديثة أن تدركها في حينها.

    قصص لا تنسى من سجل الفراسة

    خلد التاريخ الشمالي مجموعة من المواقف التي جسدت عبقريته:

    • في عاصفة رملية شديدة أخفت كل أثر على الأرض، استطاع تحديد مسار قافلة من المهربين، ليفضح أمرها رغم الرياح العاتية.
    • على طريق معبد، لاحظ خدوش بالكاد ترى على الإسفلت، فاكتشف مركبة محملة بالممنوعات.
    • أما حين حاول بعض المهربين طمس آثار إبلهم بسحب شجرة خلفهم، التقط أوراقها المتساقطة، وكشف الخدعة بدهاء لافت.

    هذه الحكايات لم تكن مجرد روايات متناقلة، بل شواهد حية على أن الرجل كان موسوعة أمنية متحركة.

    شخصية اتسمت بالحكمة والرصانة

    على الرغم من صرامته في الميدان، عرف رمثان الشمري بين الناس بـ الرزانة وقلة الكلام، كان هادئ متأمل، لكنه عند أداء مهمته يتحول إلى مقاتل لا يعرف التراجع، يتتبع الأثر حتى آخر خطوة، ويضع نصب عينيه هدف واحد: حماية حدود الوطن وأمنه.

    مسيرة عملية حافلة بالعطاء

    التحق الشمري بـ حرس الحدود في رفحاء حيث خدم كوكيل رقيب، وشارك في العديد من المهام الأمنية الحساسة، وبعد تقاعده، لم يتوقف عطاؤه، بل واصل التعاون مع الأجهزة الأمنية والشرطة في قضايا جنائية معقدة، مستثمر خبراته في خدمة الوطن، نال خلال مسيرته أوسمة وشهادات تقدير عدة اعتراف بجهوده المميزة.

    الرحيل والإرث الخالد

    في عام 1424هـ (2003م)، رحل رمثان الشمري بعد صراع مع المرض، ودفن في مسقط رأسه رفحاء، وبرحيله فقدت الصحراء أحد حراسها المخلصين، لكن سيرته بقيت نقش خالد في ذاكرة أبناء الشمال، ورمز مضيئ لكل من يؤمن أن حب الوطن قد يتحقق بأشكال متعددة، منها حماية حدوده بالفراسة واليقظة والإيمان العميق بالمسؤولية.

    إرث يتجاوز الحدود

    قصة رمثان الشمري لم تكن مجرد حكاية رجل من البادية، بل درس للأجيال في أن المهارة حين تقترن بالصدق والإخلاص يمكن أن تتحول إلى قوة وطنية عظمى، لقد غدا مثال للوفاء للأرض التي نشأ عليها، وللإرادة التي لا تعرف المستحيل، وترك بصمة لا تزول في مسيرة الأمن الوطني للمملكة.