شهدت المملكة العربية السعودية خطوة مبتكرة في عالم النقل والخدمات اللوجستية، حيث أشرفت الهيئة العامة للطيران المدني على تجربة عملية لنقل الطرود البريدية باستخدام الطائرات بدون طيار (الدرون).
الطيران المدني في السعودية يعلن قرار تاريخي سيجعل الدرون تهبط على كل البيوت
وجاءت هذه التجربة بالتعاون مع الهيئة العامة للنقل وشركة أرامكس السعودية، في إطار توجه استراتيجي يهدف إلى تطوير منظومة النقل الحديثة، وجعلها أكثر سرعة واستدامة ومرونة، مع توظيف أحدث التقنيات العالمية.
تفاصيل التجربة الميدانية
أجريت التجربة في مدينة جدة، حيث تم نقل طرود بريدية من مبنى الركاب بمطار الملك عبدالعزيز الدولي وصول إلى منطقة البلد التاريخية، وذلك عبر مسار تجريبي يعد الأول من نوعه على مستوى المملكة.
ويمثل هذا الاختبار نقلة نوعية في استخدام تقنيات الطيران غير المأهول لخدمة القطاع اللوجستي، بما يفتح المجال أمام توسيع تطبيقاتها مستقبل في مختلف المدن والمناطق.
الدور التنظيمي والتشريعي للطيران المدني
لم يقتصر دور الهيئة العامة للطيران المدني على الإشراف المباشر، بل شمل كذلك إعداد الأطر التشريعية واللوائح التنظيمية الخاصة باستخدام الطائرات بدون طيار، إلى جانب إصدار التصاريح اللازمة لمثل هذه التجارب.
كما عملت الهيئة على ضمان التزام جميع الجهات المشاركة بمعايير السلامة والأمان، مع توفير الدعم اللازم للتطبيقات الابتكارية، الأمر الذي يعزز من الثقة في هذه التقنية ويمهد لدمجها بشكل موسع في البنية التحتية اللوجستية.
دعم الابتكار واستشراف المستقبل
تعكس هذه الخطوة حرص المملكة على تمكين تقنيات الدرون في مختلف المجالات، ليس فقط في قطاع الطيران والخدمات البريدية، بل أيضا في ميادين متعددة مثل النقل الحضري، المراقبة، إدارة الكوارث، والخدمات الذكية.
وتأتي هذه الجهود في انسجام تام مع رؤية السعودية 2030 التي تركز على التحول الرقمي، وتعزيز القدرات التقنية، وبناء منظومة متكاملة تواكب التطور العالمي في صناعة النقل والخدمات.
نحو منظومة لوجستية متطورة ومستدامة
تمثل التجربة خطوة عملية نحو بناء شبكة لوجستية متطورة تعتمد على التقنيات الذكية، بما يسهم في تقليل التكاليف التشغيلية، وتسريع عمليات التوصيل، وتحقيق الاستدامة البيئية عبر تقليل الانبعاثات الناتجة عن وسائل النقل التقليدية، كما أنها تعزز مكانة المملكة كدولة رائدة في تبني الحلول المبتكرة بمجال النقل والخدمات البريدية.