الوسم: اسرائيل

  • مجلة دولية متخصصة في الشؤون العسكرية تكشف عن الدولة الوحيدة التي تخشى اسرائيل الهجوم عليها

    مجلة دولية متخصصة في الشؤون العسكرية تكشف عن الدولة الوحيدة التي تخشى اسرائيل الهجوم عليها

    شهدت القدرات الدفاعية الجوية الجزائرية تطور لافت في السنوات الأخيرة، حتى أصبحت اليوم تصنف ضمن الأقوى في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا.

    الدولة الوحيدة التي تخشى اسرائيل الهجوم عليها

    ويرى محللون عسكريون أن هذا التقدم ليس وليد الصدفة، بل جاء نتيجة استراتيجية طويلة الأمد استثمرت فيها الجزائر مبالغ ضخمة بعد أحداث إقليمية بارزة، أبرزها سقوط نظام القذافي في ليبيا عام 2011، وما أعقبه من تدخلات غربية واسعة النطاق.

    دوافع الاستثمار الجزائري في الدفاع الجوي

    • الدروس المستفادة من الأزمة الليبية: عاينت الجزائر عن قرب التدخل الجوي الغربي في ليبيا وما ترتب عليه من انهيار الدولة، الأمر الذي جعلها تدرك خطورة الاعتماد على أنظمة تقليدية أو على دعم خارجي لحماية مجالها الجوي.
    • التهديدات الإقليمية المحتملة: مع تزايد الاضطرابات في منطقة الساحل والصحراء، وتصاعد التوترات مع الكتلة الغربية وإسرائيل، اتجهت الجزائر إلى بناء منظومة دفاعية قادرة على التعامل مع أي نوع من التهديدات الجوية.
    • الاستقلالية في القرار العسكري: سعت الجزائر إلى تقليل اعتمادها على الغرب في مجال التسلح، فركزت على الاستيراد من روسيا والصين، وهو ما منحها هامش واسع من الحرية في استخدام الأسلحة بعيد عن أي قيود سياسية أو تقنية.

    شبكة دفاع جوي متعددة المستويات

    اعتمدت الجزائر على إنشاء منظومة دفاع جوي متكاملة تشمل جميع الطبقات الدفاعية، بدء من بعيدة المدى، مرورا بالمتوسطة، وصول إلى القصيرة.

    • الصواريخ بعيدة المدى
      • S-300PMU-2 الروسية: توفر تغطية استراتيجية لمساحات شاسعة من الأجواء.
      • S-400 تريومف: أحدث ما تملكه روسيا في مجال الدفاع الجوي، ويُعد من الأنظمة الأكثر تطور عالميا.
      • HQ-9 الصينية: نظام يوازن بين الكفاءة العالية والتكلفة الأقل، ليعزز قدرات الردع ضد الطائرات والصواريخ الباليستية.
    • الأنظمة متوسطة المدى
      • Buk-M2 الروسية: فعالة ضد الطائرات والمروحيات وصواريخ كروز.
      • منظومات أخرى داعمة توفر مرونة في التصدي للتهديدات القريبة.
    • المقاتلات الاعتراضية
      • أسطول متنوع يضم أكثر من 70 طائرة Su-30MKA، إلى جانب مقاتلات Su-35 ذات قدرات التفوق الجوي، بالإضافة إلى MiG-29M.
      • هذه المقاتلات مزوّدة برادارات حديثة وصواريخ جو-جو طويلة المدى، ما يجعلها قادرة على اعتراض الطائرات المعادية قبل دخولها الأجواء الجزائرية.

    دور الرادارات والحرب الإلكترونية

    لم يقتصر الاستثمار الجزائري على المقاتلات والصواريخ، بل شمل كذلك شبكة رادارات متطورة قادرة على كشف التهديدات الجوية لمسافات بعيدة، كما تمتلك الجزائر أنظمة حرب إلكترونية حديثة تعيق عمل الرادارات المعادية وتوفر حماية إضافية ضد أي محاولة تشويش أو هجوم سيبراني على منظومات الدفاع.

    مقارنة مع بقية الدول العربية

    تشير الدراسات العسكرية إلى أن معظم الدول العربية الأخرى، رغم امتلاكها طائرات مقاتلة حديثة مثل F-15 أو F-16 أو حتى F-35 في بعض الحالات، إلا أنها:

    • تعتمد بشكل شبه كامل على أنظمة غربية محدودة النسخة.
    • تخضع لقيود تقنية مرتبطة بالبرمجيات والشيفرات المصدرية، مما يمنع استخدامها بحرية كاملة.
    • تفتقر إلى استثمارات كبيرة في الدفاع الجوي متعدد الطبقات، إذ يركز الإنفاق غالبا على الطيران الهجومي أكثر من الدفاع الجوي.

    وعليه، فإن هذه الدول تبقى عرضة لهجمات إسرائيلية أو غربية محتملة، بينما الجزائر استطاعت أن تفرض معادلة ردع حقيقية تجعل أي هجوم على أجوائها مغامرة محفوفة بالمخاطر.

    الخصوصية الجزائرية في مجال التسلح

    • التحرر من الضغوط الغربية: بفضل الاعتماد على روسيا والصين، لا تواجه الجزائر قيود سياسية تحد من استخدام معداتها.
    • حداثة الأسطول العسكري: في المتوسط، تعتبر الطائرات الجزائرية أحدث عمر وأكثر تطور من نظيراتها في أساطيل الدول الأخرى بالمنطقة.
    • التركيز على التدريب: لم تقتصر الجزائر على شراء المعدات، بل استثمرت في تدريب أطقمها العسكرية على مستوى عالي، وهو ما يمنحها ميزة إضافية.

    نجحت الجزائر في بناء درع جوي قوي يجعلها الدولة الأكثر تحصين في العالم العربي ضد أي تهديدات إسرائيلية أو غربية، وقد تحقق ذلك من خلال استراتيجية متكاملة تشمل:

    • تنويع مصادر السلاح بعيد عن الغرب.
    • بناء شبكة دفاع جوي متعددة المستويات.
    • تحديث مستمر لأسطول المقاتلات والرادارات.
    • استثمار جاد في العنصر البشري والتدريب العسكري.

    وبهذا، لا تمثل القدرات الجوية الجزائرية مجرد قوة عسكرية فحسب، بل هي رسالة ردع استراتيجية تجعل البلاد أقل عرضة للهجمات، وأكثر قدرة على حماية مجالها الجوي واستقلال قرارها السيادي.