أكد المحلل السياسي سعيد القاضي أن المملكة العربية السعودية تلعب دور بارز ومؤثر في دعم الشعب السوداني خلال الأزمة التي تعصف بالبلاد، حيث لم يقتصر الأمر على الجهود السياسية والدبلوماسية المعتادة، بل اتسع نطاقه ليشمل جسور إغاثية متواصلة ومساعدات إنسانية كبرى.
السعودية تعلن عن اجراءات غير مسبوقة تعيد الأمل للسودانيين
أوضح القاضي أن المملكة بادرت بإرسال جسور إغاثية جوية وبحرية تحمل المواد الغذائية، الأدوية، والمستلزمات الطبية، إضافة إلى مواد إيواء موجهة إلى المتضررين من الأحداث.
وقد تولى مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية الدور المحوري في هذا الدعم، حيث وفر مبالغ مالية كبيرة، وأسهم في إيصال المساعدات إلى المناطق الأكثر تضرر داخل السودان، تأكيد على التزام المملكة بمبادئ التضامن الإنساني.
الحضور الدبلوماسي والإنساني معا
لم تقتصر الجهود على الدعم الإغاثي فحسب، بل استمرت المملكة في أداء دورها الدبلوماسي الفاعل، من خلال السعي إلى تقريب وجهات النظر بين الأطراف السودانية ودعم المساعي الدولية الرامية إلى وقف التصعيد، ويأتي هذا المزيج من العمل الدبلوماسي والإنساني ليؤكد أن السعودية تتعامل مع الأزمة السودانية باعتبارها مسؤولية جماعية تتطلب تكاتف الجهود.
دور السفارة السعودية في الخرطوم
أشار القاضي إلى أن سفارة المملكة في الخرطوم لعبت دور إنساني استثنائي منذ اللحظات الأولى لاندلاع الأزمة، إذ تحولت إلى مأوى آمن لمختلف الجنسيات من شتى أنحاء العالم، حيث وفرت لهم الحماية المؤقتة قبل إجلائهم وتسهيل خروجهم من السودان بطرق آمنة ومنظمة، هذا الموقف يعكس قيم المملكة في احتضان المحتاجين دون تمييز.
الشرعية السودانية والجيش الوطني
وفي سياق متصل، شدد القاضي على أن الجيش السوداني يمثل الشرعية الوطنية للبلاد، معتبر أن أي مسار لحل الأزمة لا بد أن ينطلق من الاعتراف بدور المؤسسة العسكرية في الحفاظ على وحدة السودان وأمنه واستقراره.
رسالة المملكة إلى المجتمع الدولي
من خلال هذه الجهود، تبعث المملكة برسالة واضحة إلى المجتمع الدولي مفادها أن الأزمات الإقليمية لا يمكن التعامل معها فقط من زاوية سياسية بحتة، بل يجب أن تتكامل الجهود الدبلوماسية مع المبادرات الإنسانية والإغاثية، بما يضمن صون حياة المدنيين وتحقيق الاستقرار على المدى البعيد.
إن الدعم السعودي المتواصل للسودان يعكس رؤية استراتيجية بعيدة المدى، تجمع بين المبدأ الإنساني والموقف السياسي المتوازن، لتؤكد أن المملكة ليست مجرد طرف مراقب، بل فاعل رئيسي يسعى لحماية الاستقرار في المنطقة، وتخفيف معاناة الشعوب في أوقات الأزمات.