تشهد سماء المملكة العربية السعودية مساء يوم الأحد المقبل حدث فلكي نادر يتمثل في خسوف كلي للقمر، وهي ظاهرة طبيعية تثير فضول الفلكيين وعشاق متابعة السماء، وتدعو المتأملين إلى التفكر في عظمة الخالق سبحانه وتعالى.
توقيت بداية ونهاية الخسوف الكلي للقمر الليلة في سماء السعودية
وينتظر أن يجذب هذا الحدث أنظار شريحة واسعة من المواطنين والمقيمين، لما يحمله من مشاهد مبهرة تضفي على الليل أجواء استثنائية.
تفاصيل الخسوف الكلي وأوقاته
أوضح الخبير الفلكي عبد الرزاق البلوشي أن بداية الخسوف ستبدأ بدخول القمر في ظل الأرض عند الساعة 7:27 مساء بتوقيت مكة المكرمة، وهو التوقيت الذي يشير إلى بدء المرحلة الأولى من الظاهرة.
وفي تمام الساعة 8:28 مساء سيصل الخسوف إلى ذروته الكلية، حيث يغطي ظل الأرض كامل سطح القمر، مما يجعله يظهر بلون داكن يميل إلى الحمرة فيما يعرف بـ “القمر الدموي”، وتستمر هذه المرحلة حتى حلول الساعة 11:00 مساء، وهو التوقيت المتوقع لانتهاء الخسوف وعودة القمر إلى حالته الطبيعية.
الأهمية الفلكية والعلمية للحدث
يمثل هذا الخسوف الكلي فرصة علمية نادرة للمتخصصين والباحثين في مجال الفلك، إذ يمكن من خلاله دراسة الظلال الأرضية، ومراقبة التغيرات التي تطرأ على الغلاف الجوي أثناء مرور أشعة الشمس عبره وانعكاسها على سطح القمر. ك
ما يعد هذا المشهد الطبيعي مادة ثرية للهواة ومحبي التصوير الفوتوغرافي الذين يسعون لتوثيق اللحظة التاريخية بعدساتهم.
دعوة للتأمل والتفكر
لا تقتصر أهمية الخسوف على الجانب العلمي والفلكي فحسب، بل تحمل أيضا بعد إيماني وروحي عميق، حيث تذكر هذه الظواهر الكونية الإنسان بقدرة الله العظيمة وبأهمية الخشوع والتفكر.
وقد جرت العادة في العالم الإسلامي أن تقام صلاة الخسوف استجابة لسنة النبي صلى الله عليه وسلم، تعبير عن الارتباط الروحي بين الإنسان والكون.
إن خسوف القمر الكلي الذي ستشهده سماء المملكة يمثل حدث استثنائي يجمع بين الجمال الكوني والفرصة العلمية والدلالة الروحية، وسيكون هذا المشهد فرصة لمتابعة واحدة من أعظم الظواهر الطبيعية التي تؤكد عظمة خلق الله، وتجعل الإنسان يقف متأمل في انسجام الكون ودقته.